تبقي عملية إدارة الطاقة بكفاءة أحد أهم التحديات لإنشاء وتحديد نظام دقيق لإدارة الطاقة، الأمر الذي يؤثر إيجابيا على معدلات الإستهلاك والتكلفة. ولكي يتسنى لأي منشأة صناعية تحسين أداء الطاقة لديها، فإنه يتعين عليها إنشاء خط أساس للطاقه. ويعتبر خط الأساس أداة مرجعية تسمح للمنشأة الصناعية بمقارنة نسب إستهلاك الطاقة قبل وبعد إحداث أي تغيير مزمع إجراءه في النظام أو الموقع.
ويحدد خط الأساس إجمالي إستهلاك الطاقة قبل اجراء اي تعديلات، وبدون هذا المعيار الدقيق لايمكن مراقبة كفاءة نظام إدارة الطاقة، وعليه لايمكن إتخاذ أي إجراءات تصحيحية أو تعديلات تطبيقية على أرض الواقع.
إن تحديد وإرساء خط الأساس بدقة، غالبا ما يكون مشوبا بالتحديات وهي عملية ليست سهلة المنال، ومهما كان المنهج المتخذ لتحديد خط الأساس، فإنه يجب الأخذ في الاعتبار العديد من المتغيرات المتعلقة بالإستهلاك الأمثل للطاقه مثل الطقس، معدلات الإنتاج، خليط المنتج …. الخ. هذه العوامل كافة يمكنها إحداث إختلافات قد تقلل من تأثير المعلومات الواجب استشعارها واخذها في الاعتبار.
ومن الملاحظ أنه عند إستخدام الطرق السهلة لقياس خط الأساس، فإنه ينتج نسبه هامشية من عدم الدقة والمصداقية، في حين أن الطرق الأكثر قوة وتعقيدا لا تتفق مع معظم مدراء المؤسسات الذين يعتبرونها غير مريحة ولا تلائم منظومة العمل. هذا ويتوافر العديد من الطرق لإرساء خط أساس دقيق للطاقة، عادة ما يتبع معظمها خمس مسارات رئيسية للتحكم في أنظمة توفير الطاقة. يوجد العديد من الخطوات التي يجب على أي منشأة إتباعها لإرساء خط الأساس الخاص بها.
1) مبدئيا يجب على المؤسسة التعرف على حدود النظام.
2) ومن ثم التعرف على وتحديد مصادر الطاقة.
3) ويتبع ذلك تحديد الفترة الزمنية لخط الأساس. وعلى الرغم من أن الخطوات السابق ذكرها قد تمثل صعوبة للمنشأة الصناعية، إلا أنها تعتبر أبسط الأساسيات بالمقارنة بالخطوات القادمة.
4) يتبع ذلك التعرف وأخذ جميع العوامل والمتغيرات المؤثرة في الإعتبار.
5) وفى النهايه العمل على إرساء مؤشرات أداء الطاقة
وتعتبر الخطوة (4) هي الأصعب عند البدأ في إحتساب المتغيرات المختلفة المؤثرة على خط الأساس للطاقة، وذلك بسبب عدم توفر المعلومات الدقيقة التى يمكن الإعتماد عليها في تقييم هذه المتغيرات.
أيضا فإنه عند العزم على إرساء مؤشرات أداء الطاقة، فقد يواجه مديري الطاقة أحيانا مقاومة من إدارة المؤسسة بشأن تغيير تلك القياسات والعايير القديمة المتبعه فى ذلك القطاع وعلى سبيل المثال، فى مجال صناعة الأسمدة فإن الإستهلاك النوعي للطاقة المتبع هو ذاته المستخدم في مؤشرات أداء الطاقة وفي العديد من الأحوال، يعتبر الإستهلاك النوعي للطاقة منافيا للواقع وغير دقيق (وكذلك الحال بالنسبة لأى معادلة نسبية للطاقة)، وخاصة فى ما يتعلق بالعوامل المؤثرة على أداء الطاقة او عند رغبة المؤسسة في زيادة كميات خط الانتاج.
وفى النهاية، يبقى إنشاء خط أساس للطاقة يتميز بالدقة، بمثابة أهم التحديات في مرحلة التخطيط لنظام إدارة الطاقة، وعلى النقيض، فإن التغاضى عن دقة المعيار القياسى للطاقة قد يؤدى إلى تقليص الأرباح المرجوه من إنشاء نظام إدارة الطاقة، مما يؤثر سلبا على مقدرة المنشأة على تقييم أداء الطاقة، وبالتالى على قياس إجراءات كفاءة الطاقة بالمنشأة الصناعية.