في 2011، ذكرت دراسة أعدها المعهد المركزي لأبحاث صناعة الطاقة الكهربائية في اليابان أنه “لن تتحسن كفاءة استخدام الطاقة بشكل ملحوظ بسبب تركيب المعدات الموفرة للطاقة وتجديدها. نظم الطاقة المستخدمة في المحطات معقدة، ويحقق التشغيل الأمثل لهذه النظم المزيد من التحسينات في كفاءة استخدام الطاقة.”
وقد لوحظ من خلال التفاعل بين مشروع تحسين كفاءة استخدام الطاقة بالقطاع الصناعي في مصر والمديرين والمهندسين في مجال الصناعة، أن هناك إشارة دائمة إلى التركيز على التكنولوجيا المستخدمة عند العمل على تحسين كفاءة استخدام الطاقة.
وعلى الرغم من أهمية أخذ التكنولوجيا المستخدمة في الاعتبار، إلا أن التجربة أثبتت أن توسيع حدود النظام والنظر إلى التكنولوجيا في سياق النظام ككل ينتج عنها تحقيق أداء أفضل للطاقة، وفي بعض الأحيان قد توفر للشركات استثمارات غير ضرورية.
وتشير التقديرات إلى أن التركيز على تحسين كفاءة كل معدة على حده، توفر من حوالي %2 إلى 5% من إجمالي الطاقة المستهلكة، بينما تصل نسبة الوفر من 15 إلى 30% مع تبني نظام ممنهج لتحسين العمليات الصناعية ككل.
فعلى سبيل المثال، وعلى المستوى العالمي في مجال الصناعة، تستهلك نسبة 68% من الحجم الإجمالي للكهرباء المستخدمة في تشغيل الموتورات مثل المضخات والمراوح والمكابس والمحركات الميكانيكية. منها 42% تستخدمها في المضخات والمراوح والمكابس.
إذا نظرنا إلى نظام الضخ، فإن هذا النظام يستهلك حوالي 14% من الطاقة الكهربائية المستخدمة على المستوى العالمي، وهذا يوضح أن أول إجراء لاستخدام الطاقة بكفاءة هو استخدام المحركات متغيرة السرعة.
إن التركيز على استخدام المحركات متغيرة السرعة بدون النظر إلى النظام ككل يغفل النظرة الشمولية على باقي مكونات النظام ومن ثم قد تفقد الشركات فرص هامة لتحسين أداء الطاقة.
باستخدام نظام الضخ، يجب أن نفهم المكونات المختلفة المتصلة والمتفاعلة مع المضخة. وتضم هذه المكونات التحكم، وناقلات الحركة إلى المضخة وكذلك الأنابيب والمكونات الأخرى مثل الصمامات والمتبادلات الحرارية التي يمر عبرها السائل.
إضافة إلى ذلك، فإن تحليل ومراجعة متطلبات العملية وتركيب المضخة تعتبر من الأمور الضرورية للوصول إلى أفضل مستويات لأداء الطاقة.
على سبيل المثال، حققت إحدى الشركات زيادة وصلت إلى عشرة أضعاف من حيث الكفاءة من خلال إدخال مواصفات جديدة في التركيبات ترتبط بقواعد اللوحة والأنابيب والحقن.
وأخيراً، لضمان الوصول إلى المستويات المرجوة من كفاءة الطاقة، يجب أن يتابع كل نظام بدقة وعلى نحو منتظم لضمان التحسين المستمر.
هذا هو المنطق وراء اتباع منهجية اليونيدو في الجمع بين إدارة الطاقة وتحسين النظام المستخدم من أجل تحقيق أعلى مستويات كفاءة استخدام الطاقة. وقد أثبت ذلك أن النتيجة لا تقتصر على توفير الطاقة فحسب، ولكن في الوقت نفسه تعزيز الثقة والتحكم في النظام مع تخفيض تكلفة الصيانة.
وبالنظر إلى هذه الفوائد المتحققة كلها، فمن المتوقع أن يصبح تحسين النظام وتطبيق نظام إدارة الطاقة هي إجراءات التشغيل القياسية لمعظم المنشآت الصناعية. غير أن معظم مديري هذه المنشآت ليسوا على دراية بعدم كفاءة النظم الحالية والفوائد التي قد تتحقق من تحسين هذه النظم للحصول على أفضل تشغيل.