تمثل أنظمة المحركات الكهربائية 60 % من الإستهلاك الصناعى للكهرباء فى العالم. وتستخدم المحركات الكهربائية فى عمليات التصنيع الرئيسية مثل آلات الضغط أوالاسطوانات الدائرية والأنظمة الثانوية المساعدة مثل مولدات الكهرباء التى تعمل بالهواء المضغوط، شفاطات التهوية، ومضخات المياه. وهؤلاء يتم إستخدامهم فى جميع أفرع الصناعة على إختلاف التطبيقات المستعملة. وتوضح الدراسات احتمالات وفرص كبيرة لتطوير الاستخدام الأمثل للطاقة فى مجال أنظمة المحركات، وذلك سواء فى البلدان المتقدمة أو النامية. وتؤيد وكالة الطاقة الدولية (IEA) نظرية توفير 20% – 30% من كمية الكهرباء المستهلكة بواسطة المحركات الكهربائية والتى يمكن تحقيقها عند القيام بتعظيم كفاءة النظم، الأمر الذى يمكنه تخفيض الطلب العالمى من الطاقة الكهربية بنسبة 10%. ولكن عند النظر للأمر بصورة واقعية، فإن وكالة الطاقة الدولية تقترح هدفا أكثر واقعية وقابل للتحقيق بالنسبة لخطة العمل الدولية، وهو تحسين الإستخدام الأمثل لأنظمة المحركات الكهربائية بنسبة من 10% – 15%.
إن الرغبة الملحة في الإنتاج المستمر تقلص فرص إعادة النظر في كيفية شراء وصيانة وإحلال المحركات الكهربائية. وطالما لايضطلع أحدا بمسئولية إدارة نظم تشغيل المحركات الكهربائية على مستوى الشركات، فسيستمر العمل على أساس صيانة وإصلاح وإستبدال قطع غيار المحركات الكهربائية بنفس الطرق المتبعة فى الماضي دون التعمق في النظر في تكلفة المحركات الفعلية.
على ضوء ماسبق، فقد قام مشروع تحسين كفاءة إستخدام الطاقة بالقطاع الصناعي في مصر بدعم وتطوير برنامج للتدريب الفني فى مجال تعظيم كفاءة النظم بهدف تحسين كفاءة الطاقة في الأنظمة، وأيضا تأهيل الخبراء العاملين بمجال تعظيم كفاءة النظم في أنظمة المحركات. وقد قامت منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) بواسطة نخبة من خبرائها الدوليين بتقديم الدورة التدريبية الذى حضرها 40 مهندسا متخصصا من 16 مؤسسة مختلفة. وكان الهدف من التدريب تقديم المعلومات الفنية التفصيلية عن كيفية حل المشاكل وتطوير أداء أنظمة المحركات المستخدمة فى مجال الصناعة. قدم التدريب أيضا القواعد الأساسية للتقييم الأمثل لكفاءة طاقة المحركات، وكيفية إقناع الشركات والمؤسسات بضرورة تطوير المحركات، وكيفية اختيار مزود الخدمة الافضل فى مجال تعظيم كفاءة نظم المحركات. هذا وقد تم تدريب الخبراء الوطنيين في قاعات مجهزه متخصصة وفى مواقع العمل تحت إشراف خبراء دوليين في مجال تعظيم كفاءة نظم المحركات.
ركز التدريب على أهمية وضع خارطة طريق للأنظمة لرفع كفاءة الطاقة، وذلك ضمن محتوى معين يقوم المهندس المختص بتطبيقه وفقا لكل جزء من النظام الكلى. وجدير بالذكر أنه من خلال وضع تصميم خاص لأنظمة المحركات، فإن المهندس يقوم بتقييم النظام بصورة كلية لتحديد متطلبات المشغلين الفعليين وتزويدهم بإحتياجاتهم بصورة شاملة تتميز بالكفاءة. إن نظام تشغيل وصيانة المحرك بكفاءة وتكلفة منخفضة يحتاج عناية خاصة ليس فقط للأجزاء المختلقه للمحرك ولكن لنظام التشغيل ككل. وعليه فإن طريقة تقييم الأداء الإجمالى لكافة المحركات كنظام موحد يقوم بتحليل جانبى العرض والطلب للنظام وكيفية تفاعلهما مع بعضهما البعض، مع التركيز على الأداء الكلى للنظام وليس كأجراء مستقلة أو منفصلة. هذا ويقوم المشغلين عادة بالتركيز على إحتياجات الجهاز الحالية والعاجلة مع تجاهل المعايير المختلفة المؤثرة فى النظام الكلى.