نجح مشروع تحسين كفاءة استخدام الطاقة المنفذ من قبل اليونيدو خلال العام الماضي في دعم العديد من المنشآت الصناعية لتنفيذ نظم إدارة الطاقة. من الخطوات الأساسية في تطبيق نظم إدارة الطاقة تحديد المعدات والعمليات الأكثر استهلاكا للطاقة والجديرة بالإعتبار واللذين يتم تعريفهم ” مستخدمي الطاقة الذين يستهلكون الطاقة بشكل كبير و/أو الذين لديهم إمكانيات كبيرة لتحسين أداء الطاقة”.
نظم ضغط الهواء هي تقنية تشترك فيها جميع الصناعات. وبالتالي، ينبغي أن نعير لهذه العملية مزيدا من الإهتمام لما لديها من فرص كبيرة لتحسين كفاءة الطاقة. بتحليل البيانات من عينة عشوائية للصناعات كثيفة الإستهلاك للطاقة، يتبين أن نظم ضغط الهواء تستأثر بحوالي 5% من إجمالي الطاقة المستهلكة من قبل المعدات والعمليات الأكثر استهلاكا للطاقة والجديرة بالاعتبار. وتقدر الإحصاءات الدولية بأنه يمثل 10 ٪ من إجمالي استهلاك الكهرباء الصناعية.
بشكل عام، كفاءة نظم ضغط الهواء تمثل حوالي 10% فقط، وحوالي 90% من الطاقة المستخدمة من قبل الضاغط (الكمبرسور) تتحول إلى حرارة. وهذا يعني أن أي فقدان للطاقة في أنظمة الهواء المضغوط تكون كبيرة ومكلفة. في الإتحاد الأوروبي، حيث أن أسعار الطاقة غير المدعومة بشكل عام، ومن تحليل التكاليف لأكثر من 10 سنوات في أنظمة الهواء المضغوط، تستأثر الطاقة بحوالي 73 ٪ من تكلفة العمر الافتراضي للنظام (lifecycle cost).
ومع ذلك ، فإن العديد من التدابير للحد من استهلاك الطاقة تتطلب استثمارات قليلة أو منعدمة التكلفة، بينما هناك إجراءات أخرى لتحسين كفاءة الطاقة تتطلب بعض الاستثمارات. وفي كلتا الحالتين، يتم استعادة هذه الاستثمارات بسرعة من خلال توفير الطاقة. نظرا لأن الهواء المضغوط أداة مرنة يمكن استخدامها في العديد من التطبيقات والأعمال، ففي بعض الحالات، لاحظ خبراء اليونيدو أن الهواء المضغوط يستخدم في بعض التطبيقات على سبيل الرفاهية بينما هناك بدائل أخرى غير كثيفة الإستهلاك للطاقة، و أكثر ملاءمة.
تجنبت إحدى شركات السيراميك الكبرى والتي تتعاون مع المشروع، الحاجة إلى تعديل نظام الهواء المضغوط المستخدم لديها وشراء مكبس جديد للهواء، وذلك من خلال رفع وعي العاملين بالاستخدام الأمثل للهواء المضغوط. ساعد هذا الأمر بشكل مباشر في توفير تكلفة شراء مكبس وكذلك تكلفة التشغيل والصيانة على المدى الطويل.
كما أشار خبراء المشروع إلى وجود تسريبات في معظم نظم الهواء المضغوط. وقد يستهلك هذا التسريب حوالي 40-50 % من قدرة المكبس. بالإضافة إلى إهدار الطاقة، يتسبب تسريب الهواء المضغوط في الحد من كفاءة العملية الإنتاجية نتيجة للتذبذب في نظام الضغط مما يتسبب في ظهور المشكلات المتعلقة بقدرة المكبس نظرا لزيادة التحميل وطول الدورة. أما في الشركات التي تبنت نظم إدارة الطاقة، انخفضت هذه النسبة من خلال الكشف المنتظم والمتابعة الدورية.
وأخيرا، فإن التحكم في الضغط وتحسين ضغط الهواء إلى الضغط الأمثل دون الإخلال بالعملية الإنتاجية، قد تم تحديده كأحد الفرص الهامة لتحسين كفاءة الطاقة.